الشتائم والآراء- ثقافة الخلاف و حلبة المصارعة الفكرية
المؤلف: ريهام زامكه09.12.2025

يزعم البعض (ولا ندري من هم على وجه التحديد) أن الخلاف في وجهات النظر لا يفسد المودة، لكني أرى أن الاختلاف قد يعصف بالود، ويُنهي العلاقة، ويقضي على القضية برمتها.
ففي مجتمعاتنا العربية، غالباً ما يتحول التباين في الآراء إلى معركة كلامية طاحنة، تبدأ بلمحة من الاحترام الزائف، ثم تتبعها سيول من الشتائم والسباب، ويتصاعد الجدال ليتحول إلى تشكيك في الانتماء الوطني، أو المعتقد الديني، أو الذوق الشخصي، أو الولاء، أو حتى المستوى التعليمي، ليصبح الحوار ساحة قتال فكرية شرسة!
فما أن تختلف مع أحدهم في الرأي، استعدّ جيداً لتحول النقاش إلى معركة شخصية تأخذ منحىً بعيداً عن الموضوعية، وسرعان ما يتطور الأمر من مجرد تبادل للآراء إلى خلافات شخصية حادة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التشابك بالأيدي.
وفي فضاء السوشل ميديا تحديداً، لا توجد حرمة للمودة عند اختلاف وجهات النظر، فنقرأ ونشاهد صنوفاً شتى من الشتائم البذيئة، القديمة والمستحدثة والمبتكرة، يتبادلها المتناظرون فكرياً، وينقسم الشتامون إلى فئات وأنواع، فالشتائم أيضاً لها روادها وأهلها.
فهناك على سبيل المثال "الشتّام الأكاديمي" المتأنق الذي يبدأ تعليقه بعبارة لطيفة ومُنمّقة، مثل "مع خالص احترامي لرأيك"، ثم ما يلبث أن يحتد النقاش بينه وبين الطرف الآخر حتى ينهيه بشتيمة مُغلّفة باحترام ظاهري، ولكنها تحمل شهادة دكتوراه في الإهانة والتجريح.
ثم يأتي "الشتّام الفيلسوف" المُتعالي، وهو لا يوجه الإهانات بشكل مباشر لخصمه في الحوار، بل يسعى لإقناعه بأنه أبله وجاهل، ولا يستحق الوقت الذي يضيعه في محاورته، مؤكداً له أن العالم سيستمر في الدوران بغض النظر عما يقوله.
أما الفئة الأكثر شيوعاً وانتشاراً فهي فئة "الشتّام الهمجي" الجاهل الذي لا يدرك كوعه من بوعه، ولا يفقه شيئاً في أي موضوع، ولكنه يقتحم نفسه في أي نقاش كيفما اتفق فقط ليثبت حضوره، ثم يطلق سيلًا من الألفاظ السوقية التي تعكس تربيته المتدنية، ثم ينسحب تاركاً وراءه خراباً ودماراً.
وبالمناسبة، قد يكون كتّاب الرأي هم الأكثر عرضة لتلقي الشتائم والانتقادات اللاذعة، ليس بالضرورة لأنهم أثاروا استفزازاً، بل لمجرد أنهم تجرأوا وعبروا عن وجهة نظر معينة.
وطالما أنك كاتب ساخر، فاستعد دائماً لوابل من الشتائم من قراء لا يميزون بين المقال الجاد والفكاهي.
وعلى كل حال، يا عزيزي القارئ المُندفع، اعتباراً من اليوم فصاعداً، أعلن ترحيبي بالشتائم، فقد فزت بقضية كان سببها شتّاماً، طعاناً، لعاناً.
وإن لم يرق لك مقالي هذا، يمكنك بكل حرية أن تسبني في التعليقات، فأنا حالياً أستقبل الشتائم بكل سرور بينما أتناول وجبة السوشي الشهية.
هل نختلف على من سيسب الآخر أكثر؟
لنتفق أنك ستسب أكثر، وأنا سأسب أكثر.
هذا رأيي، وهناك رأي آخر.
ففي مجتمعاتنا العربية، غالباً ما يتحول التباين في الآراء إلى معركة كلامية طاحنة، تبدأ بلمحة من الاحترام الزائف، ثم تتبعها سيول من الشتائم والسباب، ويتصاعد الجدال ليتحول إلى تشكيك في الانتماء الوطني، أو المعتقد الديني، أو الذوق الشخصي، أو الولاء، أو حتى المستوى التعليمي، ليصبح الحوار ساحة قتال فكرية شرسة!
فما أن تختلف مع أحدهم في الرأي، استعدّ جيداً لتحول النقاش إلى معركة شخصية تأخذ منحىً بعيداً عن الموضوعية، وسرعان ما يتطور الأمر من مجرد تبادل للآراء إلى خلافات شخصية حادة، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى التشابك بالأيدي.
وفي فضاء السوشل ميديا تحديداً، لا توجد حرمة للمودة عند اختلاف وجهات النظر، فنقرأ ونشاهد صنوفاً شتى من الشتائم البذيئة، القديمة والمستحدثة والمبتكرة، يتبادلها المتناظرون فكرياً، وينقسم الشتامون إلى فئات وأنواع، فالشتائم أيضاً لها روادها وأهلها.
فهناك على سبيل المثال "الشتّام الأكاديمي" المتأنق الذي يبدأ تعليقه بعبارة لطيفة ومُنمّقة، مثل "مع خالص احترامي لرأيك"، ثم ما يلبث أن يحتد النقاش بينه وبين الطرف الآخر حتى ينهيه بشتيمة مُغلّفة باحترام ظاهري، ولكنها تحمل شهادة دكتوراه في الإهانة والتجريح.
ثم يأتي "الشتّام الفيلسوف" المُتعالي، وهو لا يوجه الإهانات بشكل مباشر لخصمه في الحوار، بل يسعى لإقناعه بأنه أبله وجاهل، ولا يستحق الوقت الذي يضيعه في محاورته، مؤكداً له أن العالم سيستمر في الدوران بغض النظر عما يقوله.
أما الفئة الأكثر شيوعاً وانتشاراً فهي فئة "الشتّام الهمجي" الجاهل الذي لا يدرك كوعه من بوعه، ولا يفقه شيئاً في أي موضوع، ولكنه يقتحم نفسه في أي نقاش كيفما اتفق فقط ليثبت حضوره، ثم يطلق سيلًا من الألفاظ السوقية التي تعكس تربيته المتدنية، ثم ينسحب تاركاً وراءه خراباً ودماراً.
وبالمناسبة، قد يكون كتّاب الرأي هم الأكثر عرضة لتلقي الشتائم والانتقادات اللاذعة، ليس بالضرورة لأنهم أثاروا استفزازاً، بل لمجرد أنهم تجرأوا وعبروا عن وجهة نظر معينة.
وطالما أنك كاتب ساخر، فاستعد دائماً لوابل من الشتائم من قراء لا يميزون بين المقال الجاد والفكاهي.
وعلى كل حال، يا عزيزي القارئ المُندفع، اعتباراً من اليوم فصاعداً، أعلن ترحيبي بالشتائم، فقد فزت بقضية كان سببها شتّاماً، طعاناً، لعاناً.
وإن لم يرق لك مقالي هذا، يمكنك بكل حرية أن تسبني في التعليقات، فأنا حالياً أستقبل الشتائم بكل سرور بينما أتناول وجبة السوشي الشهية.
هل نختلف على من سيسب الآخر أكثر؟
لنتفق أنك ستسب أكثر، وأنا سأسب أكثر.
هذا رأيي، وهناك رأي آخر.